العمل النقابي القطاعي لسلك القيمين والقيمين العامين: بين الراديكالية و الليبرالية
------------------------------------------------------------------------------بفلم:ايمن سوسية
بتاريخ:27/06/2011
----------------------------------------------------------------------------****************************************************--------------------------------------------------------------------------***************************************************
*
ان المتامل في تجليات العمل النقابي يرى بان مسألة مهمة وأساسية بالنسبة للقطاع ،فهو يلعب دورا حاسما في تحسين الأوضاع المادية والمعنوية للقيمين وللسلك ككل.
غير أن الممارسة النقابية في القطاع أصابها تحريف خطير،حيث أصبح النقابي أو" النقايبي"يسعى إلى أهداف لاعلاقة لها بالمبادئ النقابية الصحيحة.ويرجع ذلك إلى عدة أسباب:
- المركزية النقابية:التي لاتخدم إلا مصلحة الوزارة تبعا لسياسة "فرق تسد"حيث لم نسجل وجود رجوع صريح للقواعد ،الامر الذي يشجع على الانفرادية النقابية،لأنها، ولتكريس سلطتها ترفض قيام حركة اجتماعية قوية بقيادة القواعد .
وهو مظهر من مظاهرقمع المناضلين وفك الارتباط بينهم و بين الحراك النقابي ،كما تمكن النظام في السابق من احتواء هذه الأخيرة من الداخل من خلال شراء الذمم بأبخس الأثمان و الادلة على ذلك كثيرة.
- سيادة البيروقراطية النقابية : مما يجعل العمل النقابي في خدمة أفراد معينين،يلتصقون بالكراسي - مسامر الميدة- ويسيرون الأمور وفق أهوائهم لتحقيق المكاسب على حساب جهد و عرق ابناء القطاع.
هذه الأسباب و غيرها جعلت العمل النقابي بالقطاع في عنق الزجاجة،وذلك نتيجة غياب أو تغييب المبادئ الأربعة التي يقوم عليها العمل النقابي الناجح: الديمقراطية،التقدمية،الجماهيرية والاستقلالية.
أصبحت النقابة إذن على نهج الجامعة الأم ،عبارة عن مقاولات براكماتية تستغل من طرف رؤؤس النظام النقابي السابق لتحقيق تطلعات ذاتية،مما يغيب الديمقراطية الداخلية ويفتح المجال للاستبداد،بعيدا عن القوانين و الأعراف النقابية،فتصبح النقابة أخيرا بقرة حلوب لكل مريد يقصد مصلحته الشخصية ،وسلام على المبادئ و الأسس المحترمة للمصلحة العامة والشفافية.
وقد انتشر فيروس خطير في السنوات الأخيرة،حيث ظهر النقابيون المرتشون والأعضاء الراشون،كل ذلك لتحقيق مصالح شخصية ضيقة. وهكذا مات مبدأ النضال ليحل محله الانخراط النفعي المصلحي الضيق الذي يدور مع المصلحة وجودا و عدما.
أما إذا عدنا الى الحديث عن المركزية النقابية، فذاك وجه آخرمن أوجه الشتات والتشردم، وهو باطل أريد به باطل . وكم كانت سعادة الوزارات المتعاقبة كبيرة عندما انفصلت الجامعة المنحلة عن قواعدها في صنع القرار هذا ان وجد قرار خدم القطاع من اصله،وكم يشمئز المناضل الحقيقي عندما يشاهد حلقات "الحوارالاجتماعي" التي تشبه المسلسلات التونسية التلفزيونية مع فرق بسيط في الإخراج و الميكساج،وكم ترتاح "الوزارة"أكثر عندما تختلف" المركزية "فيما بين اعضائها حول نقط بسيطة، عازفة بذلك أجود السمفونيات لنقابة عاجزة اصابه شلل الانفرادية و التقوقع النقابي.
لماذا جامعة واحدة تضم اكثر من 15 سلك تمزقت احشاءه بين وزارة التربية و وزارة التعليم العالي؟سؤال ملح. لماذا كل هذا الفسيفساء النقابية؟لماذا كل هذه الألوان؟ لمصلحة من؟
إنه أصبح من الضروري بعد موعد 16 فيفري المنقضي فتح هيكلة نقابية مستقلة،لينضاف إلى المبادئ الأربعة المؤسسة للعمل النقابي الجاد،مبدأ:" العمل النقابي الوحدوي" الذي يلم الشتات،ويؤسس لحركة نقابية جامعة و مستقلة بسلك القيمين و القيمين العامين.
إن ضعف اللجنة المؤقتة نقابيا، وقلة تجربة ااعضائها، بالإضافة إلى هشاشة هيكلتها،كلها عوامل تفرض الوحدة النقابية المرجوة،وهي خطوة ناجعة إن تنبه لها المناضلون الشرفاء الأحرار، الذين لايهمهم إلا مصلحة القيمين والقطاع.
إن هناك قناعة عملية بضرورة المراجعة النقدية للتجارب النقابية،
إن المتتبع لما يجري في نقابة التعليم الثانوي او الابتدائي ويلتمس معاني القوة فيها على المستوىالنقابي يقف عند درجة المصداقية التي يتمتع بها العمل النقابي هناك و يعرف أصل الداء الذي حل بالجسد النقابي القطاعي.
كما إن المتتبع للشأن النقابي القطاعي اليوم وخصوصا في هذه المرحلة يلا حظ ظاهرة جديدة لا يمكن المرور عليها مرور الكرام فلا بد من دراستها والوقوف عليها بنوع من الثريت,وهي ظاهرة" التنسيقيات" التي إنتشرت بشكل سريع وسط المحيط النقابي والتي ينظر إليها البعض على أنها الإطار البديل للنقابة نظرا إلى ما وصل إليه العمل النقابي المركزي من كساد وشيخوخة وفقدان للمصداقية خصوصا بعد الفشل في الإستجابة للتطلعات في عدة ملفات،
وحتى نكون أكثر تحديدا فالتأريخ لظاهرة" التنسيقية" لا يمكن فصله عن" تنسيقية" خلايا العمل النقابي ببعض الجهات لانتخاب نقابة جهوية للتاطير و الارشاد التي لم تكن تؤشرعلى بداية شكل جديد في العمل النقابي نظرا لإن خطواتها النضالية كانت بمباركة النقابات الداعمة لهذا الملف "التوحيد" ,إلا ان الإعلان على الفصل (مؤتمر 16فيفرى) كانت الإنطلاقة العملية للعمل النقابي خارج الإطارات النقابية بعد إعلان التنسيقية عن اعادة انتخاب اعضاء الفرع الجامعي بدون تغطية نقابية التي شكلت الإنطلاقة بعد تطهير الفروع الجهوية السابقة من المرتبطين بالنقابات ,والعجيب في الأمر أن القواعد المتضررة إنخرطت في هذا الشكل القديم للعمل النقابي ولم ترضى بالفصل,مما يجعلنا نطرح سؤال هل الأمر يرتبط ببداية تفكك النقابات عن المركزيات أما أن إستمرار العقلية القديمة في القيادة هو السبب خصوصا وأننا نتحدث عن المركزية التي تماطل في عقد مؤتمرها وطنيا في حين عملت الفروع المحلية الجهوية على تغطيته جهويا في ثوبها الانتخابي؟
في هذا السياق العام، يتعرض العمل النقابي المرتبط بمصالح القطاع ، وفي حدودها الدفاعية والدنيا، لهجوم خطير يستهدف المزيد من التشتت والفئوية والعزوف وصولا للاستسلام التام.
وهذا ماتطمح له الرموزالنقابية الفاشلة، وتجسد ذلك من خلال تجريمها للمبادرات النقابية الصادقة وطمس هوية بقية المنتسبين للقطاع فقام نظام ما يسمى استفراد الوزارة بالقرار أثناء جلسات الحوار الاجتماعي والامتناع عن تلبية الجزء اليسير من مطالب النقابات اللامكزية والتي لا ترقى الى مستوى الحد الادنى مما تناضل من أجله شغيلة القطاع.
ويأتي تشبث الوزارة بعدم التنازل والاصرار على نهج خطة صم الاذان وتطبيق ما تراه مناسبا لها في اطارعدم انصياع المركزية لاصوات مناظليها.
هذه الجرأة الوقحة الزائدة عن الحدود واطلاق العنان بلا قيود، ساهمت فيها بشكل كبير كل القيادات النقابية المنحلة المتمسكة بمنظور الشراكة الاجتماعية "تحت الميدة" ،لقد وصلت درجة الانبطاح والتواطؤ حد لايطاق ،فحتى الامتيازات التي استحودت عليها اللجنة اليوم باسم القطاع أصبحت مهددت والمقصود هنا بتولد الشعور عند البعض بتحقيق الاكتفاء الذاتي و ان الانجاز تاريخي.
: مسؤولية أنصار التمزيق والتفيئ و من هنا تتولد
اذ تزداد الصورة قتامة بمساهمة النقابة المؤقتة ،النقابة الوكيلة على تصريف شؤون القطاع والاخرىالجهوية المبنية على ملفات فئوية ،في تمزيق الحركة النقابية القطاعية وبالتالي تعميق الازمة النقابية وخلق صعوبات أخرى أمام الخيار النقابي الوحدوي،الخيار الوحيد الممكن لصد هجوم الوزارة الكاسح من جهة ومواجهة تقاعس وتواطؤ واستسلام القيادات النقابية من جهة أخرى.
لذلك نوجه الدعوة الى كل مناضل نقابي غيور على مصلحة القطاع،أن ينبذ كل أشكال التمزيق وان يقف ضد تفييئ العمل النقابي .
لا مبرر لهكذا خيار ،فإذا كان مبرر كل المنشقين وكل منتخبي نقابة التاطيرو الارشاد هو مواجهة البيروقراطية فإنهم اليوم أكثر تبقرطا و انتهازية وخروجهم ع ساهم في تجذر التوجه البيروقراطي من داخلها. بالتوحيد. مبدا الفصل و التمسك
وإذا كان مبررهم هو الدفاع عن القطاع أو الفئة فإن الحصيلة في أحسن الاحوال، فتات أصبح من السهل التراجع عنه،إنهم بوعي أو بدونه أعطوا الفرصة لاعدائنا المخلوعين(اعداء راي ومبدا) لتمرير أخطر مخطط للعودة القوية صلب الفعل النقابي .
إن أنصار التمزيق والفئوية والسلبية ،بممارستهم هذه مسؤولون عن تعميق الوضع المؤزوم وتعميمه على كافة القطاعات بما فيها القطاعات التي حققت هامشا كبيرا من الحريات النقابية كقطاع المحضرين واعوان المكتبات والتوثيق .
مكتسبات عديدة تحققت بفعل الوحدة النقابية والفصل،اليوم أصبحت مهددة.
************************الحلول**********************
1-لا خيار غير الانخراط الواسع والنضال من داخل النقابات الاساسية والنيابات والجهوية وبرؤية نقابية تصبو الى توحيد القطاع وتجسيد مبدأ الوحدة النقابية قولا وفعلا والتعامل بشكل ايجابي مع دعوات التنسيق النقابي وفضح الخلفيات غير القطاعية ،ويجب نهج سياسة معارضة للتوجه الليبرالي والبيروقراطي السائد ومواجهة سياسة الشراكة والتوافق مع الوزارة ورفض الجري وراء المقاعد بمقابل السكوت عن جرائم البيرقراطية النقابية .
2-رجوع المركزية للقواعد وتكثيف التشاور و الاجتماعات و احمل هنا المسؤولية لاعضاء اللجنة القطاعية المؤقتة التي تتراخي في بعث اللقاءات التشاركية و الاستشارية مع ابناء القطاع.
3-ينبغي الاستماثة في الدفاع عن الديموقراطية الداخلية والنضالية والعمل جنبا الى جنب مع القواعد وبالفروع والتشبث بالمطالب الحقيقية للسلك .
4-لا بديل عن التمسك بسياسة نقابية تجعل مصلحة القطاع فوق كل اعتبار ،تفتح الحركة النقابية على أفق نضالية أوسع وأرحب ،حيث تتجدد وتتقوى قاعدة النقابة ،القاعدة القادرة بالفعل على قيادة التغيير والتصحيح المنشود .
5-وفي طريقنا هذا ،لا محيد عن البحث عن السبل لتخليص القطاع من براثن الراديكالية والاصولية النقابية المتعصبة حتىتواكب النضالات وتفتح أعين القيمين والقيمين العامين على ما يحاك ضدهم من هجوم ومؤامرات وتجعل همها هو توحيد نضالات القطاع.
انتهى بعون الله.
م